التحول الجيني للحصان العربي
هناك مرحلتان للإضرار جينيا بالحصان العربي تخطيناهما أو نكاد.
أولا: مرحلة توحيد الشكل للوصول للشكل المثالي والنمط القياسي المنشود أو ما يسمى ال Type (مع التحفظ طبعا على اعتباره قياسيا ومثاليا وهذا نقاش آخر)، بحيث يتمتع كامل النتاج من الخيل بنفس النمط العام للشكل والذي يسمى علميا ال Phenotype.
وثانيا: مرحلة التنافس على أقصى درجات ومعايير هذا الشكل القياسي ما بين ذلك النتاج الموحد. وحيث أن مجمل النتاج له تقريبا نفس الشكل، يصبح الصراع محتدما بين المتنافسين على الوصول لأقصى الحدود باستخدام أقصى ما تتيحه علوم الوراثة لدفع الخواص الجينية لأبعد مدى والتأثير على ما يعرف بال Genotype.
الأول يقضي على التنوع الجيني للحصان العربي Genetic Diversity ويقلل ما يعرف بال SNP أو تعدد أشكال النيوكلوتويد في الحمض النووي، بما يعني اختفاء بعض الجينات وضياع الصفات المصاحبة لها بشكل لا يمكن استعادته.
أما الثاني فيبدأ في إحداث طفرات جينية Mutations وظهور صفات جديدة بما فيها الأمراض الوراثية وهو ما يعرف بال Deleterious Mutation وتدمير الخواص المتوارثة منذ القدم للحصان.
يمتلك الحصان 32 زوجا من الكروموسومات تحمل جينات الحصان. وتقدر أحدث الدراسات الجينية للخيل أن جينوم الخيل يحتوي على ما يزيد عن 21 ألف جين تتحكم في كل صفات الخيل عموما، ولنأخذ مثلا صفة اللون.
يتحكم في لون الحصان العربي تحديدا عدة جينات، جين اللون الأسود E وهو جين سائد، وجين اللون الأحمر e وهو جين متنحي، ولكل منهما نسختان من الأب والأم، ثم هناك الجين المكسب للون الكميت A والجين المكسب للون الأبيض وله نسختان G و g وهو سائد دائما، ويناء على قيم هذه الجينات تتحدد ألوان الحصان ما بين الكستنائي ee، أو الأسود EE أو Ee، أو الأسود مع A فيكون النتاج كميت، أو أي جين مع G أو g فيكون اللون أبيض مع الوقت. وكل ذلك حسب ما يرثه الحصان من الأبوين.
تصور فرضا أن برامج الإنتاج وضعت لونا قياسيا للحصان العربي وليكن اللون الأسود على سبيل المثال، فأنت ستبحث عن كل ما هو EE أو Ee بدون جين ال A و ال G حتى لا يتغير اللون مع العمر. ستبدأ تدريجيا باستبعاد الخيول التي تحمل هذه الجينات أو تحمل جين ee. لكن هذه الخيول تملك أيضا جينات مسؤولة عن صفات أخرى، فبعض الخيول قد يملك جين يتعلق بكفاءة التمثيل الغذائي أو توليد الطاقة أو حجم القلب أو حجم القفص الصدري أو متانة الأوتار أو شكل الهيكل العظمي إلخ. فرصة أن تجد الصفات المرغوبة لكل هذه الجينات تكون كبيرة حين تبحث عنها في كل الألوان السابقة. الخيل ذات اللون الأسود لا تحتوي بالضرورة على كل هذه الجينات في نفس الوقت. وأنت حين تستبعد ee و A و G و g فأنت قد تخسر جين حجم القلب أو القفص الصدري لأنه صادف ألا يكون موجود في عينة ال EE أو Ee. المشكلة أنك لن تجده مرة أخرى ولن تستطيع استعادته. لكن لو أبقيت باقي الألوان معك فربما ينتج في المستقبل حصان أسود من فرس ee لها قفص صدري واسع مع حصان EE لا يملك نفس الصفة فينتج حصان أسود Ee لديه قفص صدري كبير لم يكن موجودا في الخيول السوداء وقت حاولت توحيد لون الخيل. هكذا تعمل الجينات!
توحيد شكل الرأس وشكل الرقبة وشكل الذيل يعمل بنفس الطريقة. مع الوقت لن تجد من ضمن العينة صفات كثيرة مهمة مثل حجم القلب أو القفص الصدري أو كفاءة التمثيل الغذائي كانت موجودة في حصان رأسه مستقيم ورقبته غليظة تم استبعاده. لو ابقيت هذا الحصان ولم تستثنيه من العينة كان ممكن أن ينتج لك لاحقا حصان جميل الرأس والرقبة مع قلب قوي. لكن هذا لن يحدث كل مرة وعليك أن تقبل بهذا التنوع لأنه فقط ما سيبقى لك المستودع الجيني واسعا.
الجينات تعمل وفق نظريات الإحصاء ونظرية الاحتمالات. محاولة تحويل الجينات لعملية حتمية خالية من الاحتمالات هي بالضرورة عملية تقليص للجينات وتدمير تنوعها. كلما تشابهت الخيل كلما دل ذلك على تدمير المستودع الجيني.
تخيل أن البشر كلهم لهم نفس الطول والملامح ولون الشعر والعين. هذا معناه أن الخطوة التالية هي كارثة! أولا اذا انتجت بشرا كلهم وسيم وطويل وأشقر فلا تبحث عن المواهب الفنية والعقلية والإبداعية ولا عن الصفات الرياضية المتنوعة لرياضات الجمباز أو العدو أو السباحة أو مهارات كرة القدم أوالتنس أو الجولف إلى ما لا يعد ويحصى من صفات البشر. وثانيا انتظر الطفرات الوراثية الفتاكة من أمراض وراثية وضعف المناعة وعدم القدرة على مقاومة الأمراض أو التكيف مع البيئة. هذا هو الثمن الذي عليك أن تدفعه لكي يصبح كل البشر Models يصلحون للظهور على أغلفة المجلات. وهذا ما نفعله بالحصان العربي!
الصورة لفرسات عربية بدوية لم تدخل في برامج الانتاج الحديثة. تلاحظ أن لكل فرس شخصيتها وملامحها ضمن الإطار العام لمواصفات الحصان العربي.
Hi Yasser and thank you, I enjoyed reading your post very much. In June 2020, the results of a significant genome diversity study (utilizing SNP & whole genome resequencing analysis), as applied to the Arabian horse were published (www.nature.com). While the study does not specify (from an individual pedigree perspective) how the horses were bred, the study included 378 Arabian horses, from 12 countries. The attention grabbing headline with regard to the (lack of) role that the Arabian horse played in the development of the Thoroughbred horse, unfortunately stole the thunder from what I felt were the more significant points of the study. Many of the points you expressed concerning the decreasing genetic diversity impacting equine health, were also made in this study. For example, the genome diversity was highest for the Iranian-bred horses, as compared to the lowest, the straight Egyptian horses. No surprise, given the narrow gene pool of straight Egyptian horses, coupled with the concentrated line breeding of particular horses, as practiced by breeders. As a matter of fact, the study encourages breeders to implement genomic tools, as a way of managing inbreeding, as the traditional pedigree analysis is no longer of any help, in protecting against the loss of the diversity. In some breeds of horses, there are standards for managing inbreeding coefficients tied to registration of horses and I wonder if we have reached a point where this practice is necessary, given the genetic diseases that we now struggle with. Anyway, this is becoming much longer of a reply than I intended. I only wanted to thank you for writing what I felt was a brilliant post and hopefully, draw attention to it, so more people can read it. The translation tools make it very easy to do this too, if you are not able to read the language.
Once again, thank you Yasser!
Ralph Suarez
Thanks Ralph for your comment. I am glad the translation tools worked well. I hope there could be a way to control inbreeding and the damage it is causing. But in addition to this we need to welcome the fresh genes carried by desert horses such as the Bahraini, Syrian and the forgotten Egyptian Tahawi lines. We see some amazing results when we cross the SE lines with our Tahawi lines. Edouard’s new filly shown in the previous post is an excellent example of what we are losing by ignoring this huge potential.
For the study you mentioned, I don’t agree with the conclusion of lack of role by the Arabian horse in the development of the Thoroughbred. The study only shows that the sire line is different. The three foundation horses referred to as Arabs were most probably partbred Arabs sired by non-Asil horses. That does not mean they do not carry a lot of Arabian blood. They would not be called Arab at that time if they did not . I know this is not the point of your comment but I wanted share this thought as well.